
عقبات حالت دون اكتمال نجاح ثورة يناير - بقلم: د. طارق الزمر
22 يناير 2019 - 02:51
عقبات حالت دون اكتمال نجاح #ثورة_يناير وكانت من عوامل عودة الدولة العميقة وحكم الاستبداد:
1. طبيعة المؤسسة العسكرية في مصر وعقيدتها التي تستند أساسا على أنها صاحبة الدولة.
2. طبيعة علاقاتها العميقة مع الكيان الصهيوني وخاصة بعد كامب ديفيد والتي أمنت لها تأييدا دوليا دائما ضد حريات الشعب وتمكين إرادته.
3. تدهور مستوى التعليم وانتشار الأمية وهو ما سهل عملية تضليل قطاعات واسعة من الشعب.
4. تنفذ النظام داخل الساحة السياسية على مدى عقود طويلة وتجنيده للعديد من عناصرها وهو ما يسهل دائما إعادة فك وتركيب هذه الساحة وفق مقتضيات الحالة الاستبدادية.
5. عدم إتاحة أي مساحات للحوار المباشر أو المفتوح بين الفرقاء السياسيين لدرجة عدم توافر أي قدرة على التواصل بينها وهو ما حال بينها وبين الاحتكاك المباشر ومن ثمّ عدم التعارف بينها ومن ثمّ عدم اكتشاف القواسم المشتركة.
6. عدم جرأة أو قدرة الحركات والقوى السياسية على اختراق الحواجز الأيديولوجية والسياسية التي حولتها لجزر منعزلة ومن ثم عدم النجاح في التوافق على الحد الأدنى المشترك اللازم لاستكمال الثورة.
7. عدم استثمار القوى السياسية والرئيسية وخاصة الإسلامية لثورة الجماهير والتي كان ينقصها الإدارة الاستراتيجية والتوجيه السياسي فضلا عن الأخطاء الجسيمة التي استثمرتها الدولة العميقة بعد أن دفعت إليها:
أ. فالحراك الشعبي المليوني واسع النطاق الذي شهدته كل مدن وقرى مصر أسابيع الثورة الأولى لم يستثمر في إحداث عملية تغيير جذرية لبنية النظام عن طريق قرارات ثورية محمية بالإرادة الشعبية الحاضرة في الميادين وتم بدلا من ذلك القبول بولاية المجلس العسكري الذي ولاه مبارك ومن ثمّ القبول بإدارته للمرحلة الانتقالية!!
ب. كما لم يتم استثمار الأخطاء الفادحة التي ارتكبها المجلس العسكري فترة إدارته والتي كان يمكنها أن تهيئ الأوضاع لاحتجاجات شعبية جديدة كفيلة بتغيير الخريطة السياسية التي كان يحرص على استمراها المجلس العسكري (أحداث محمد محمود_ وثيقة السلمي).
ت. كما لم يتم استثمار الشرعية القانونية والسياسية التي أولاها الشعب للثورة في انتخابه أول برلمان نظيف من نواب الحزب الوطني والذي اعتبره المراقبون برلمان الثورة بينما انشغل البرلمان بقضايا هامشية وقد كان يمكنه محاصرة قوى الثورة المضادة وتفكيك الدولة العميقة وإعادة تركيبها والقيام بدور القيادة السياسية للجماهير استنادا لأهم شرعية حصلت عليها الثورة والتي كان من مظاهرها انتخابه في انتخابات شهدها أكبر نسبة ناخبين في تاريخ مصر كله.
ث. كما لم يتم استثمار الهزيمة الواضحة لكل قوى الدولة العميقة من خلال الانتخابات الرئاسية والتي اضطرتها للقبول برئيس مدني لأول مرة في تاريخ الحكم العسكري.. وفشلت الثورة في التخطيط لاستثمار منصب الرئاسة وما يمثله من شرعية أخرى للثورة وقواها الحية في مهاجمة أوكار الدولة العميقة وفق مجموعة من القرارات والتشريعات المستندة للحشود المليونية التي كان لايزال ممكنا استدعاؤها لحماية الثورة والدفاع عن قراراتها.
ج. عدم التحرك السريع في مواجهة الدولة العميقة حين بدت مخططاتها منذ دعوة وزير الدفاع لاجتماع القوى السياسية في ديسمبر 2012 بينما نجحت الدولة العميقة في خداع الرئيس وأنها تقف إلى جانبه كما نجحت في استمالة جانبا مهما من القوى الشبابية والسياسية وتعبئة قطاعات شعبية ضد الرئيس المنتخب على أساس انه قد فشل في توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين واستخدام ذلك في حصار شرعيته القانونية حتى تم تقويضها.
ح. كما لم يتم استثمار الغضب الشعبي الزاعق الذي امتلأت به المحافظات ضد الدولة الفاشية التي أمعنت في القتل والذبح بما لم يحدث في مصر من قبل وخاصة في رابعة وأخواتها.
#نقد_ذاتي